إن هجر المجتمع الفنّ، فالحلّ الوحيد أن يذهب الفن إليه ولا ينتظره، هذا الشعار الذي رفعته مجموعة من المصوّرين وراقصات الباليه في مشروعها الفنيّ "باليه في شوارع القاهرة". لقد نجح هؤلاء الشباب في كسر الصورة الذهنيّة عن فنّ الباليه بأنّه يخصّ طبقة معيّنة، إذ أنّ راقصات الباليه نزلن إلى شوارع القاهرة وقدّمن عروضهنّ أمام المارّة، الذين لم يصدّقوا أعينهم عندما شاهدوا هذه العروض تقدّم أمامهم.
راقصة الباليه، التي تقيّدها المسارح والقاعات المغلقة، اختارت أن تحطّم قيود المكان، وتطير بفنّها إلى شوارع القاهرة من دون شروط محدّدة، فأيّ شارع في القاهرة يصلح لفنّ الباليه، فطالما وجد الإنسان وجد الباليه، ذاك الفنّ الذي يعيد الإنسان إلى رقيّه وحضارته، فالقاهرة لا ينقصها جمالاً عن شوارع نيويورك وباريس، إلاّ الفنّ، وها هنّ فنّانات الباليه حقّقن رسالتهنّ فازدادت شوارع القاهرة بريقاً بعروضهنّ.