منذ أشهر، يُعتبر إخراج قوات الدولة الإسلامية من مدينة سرت الساحلية في ليبيا على الأبواب ولكن كما الضوء في نهاية النفق الذي يمكن رؤيته ولكن يبدو بعيد المنال، فكذلك الأمر بالنسبة إلى الانتصار الكلي على الدولة الإسلامية الذي تسعى قوات البنيان المرصوص بقيادة مصراتة وحلفائها الأمريكيين إلى تحقيقه.
ولا يزال تحقيق نصر من أي نوع مشكوكاً فيه. فقبل أن يرحل الرئيس باراك أوباما، قد تستطيع الولايات المتحدة أن تزعم أنّ دعمها التدريبي والجوي كان أساسياً لطرد الدولة الإسلامية من سرت. ولكن في غياب حلّ سياسي موحّد يعيد تأهيل البنى التحتية المحطّمة لسرت وخدماتها العامة وحياتها المدنية بعد الدولة الإسلامية، سيكون أي نصر سطحياً. كانت الدولة الإسلامية وليدة احتلال مصراتة في سرت بعد هزم المجموعة الجهادية المرتبطة بالقاعدة وهي أنصار الشريعة عام 2013. فشلت محاولة تحقيق الاستقرار بعد انتهاء الصراع وكابد المدنيون في سرت ومقاتلو أنصار الشريعة تحت نير مصراتة وانشقّ أنصار الشريعة كلياً وأعلنوا مبايعتهم للدولة الإسلامية عام 2015.