في الظروف العادية، لا تستغرق المسافة من مبنى مجلس النواب اللبناني إلى القصر الرئاسي الفارغ أكثر من عشرين دقيقة. لكن بعدما فشل السياسيون في التوصل إلى إجماع حول انتخاب رئيس وإنهاء الشغور في المنصب، يمكن القول بأن الرحلة استغرقت أكثر من سنتَين وخمسة أشهر – حتى تاريخه. فلبنان من دون رئيس للجمهورية منذ 24 أيار/مايو 2014، ما ترك تداعيات على مختلف جوانب الحياة السياسية في البلاد.
تحوّل رئيس الوزراء والحكومة إلى هيئة لتصريف الأعمال، في حين أقدم مجلس النواب – بسبب غياب التوافق – على التمديد لنفسه مرتَين. وكان على البلاد أن تستمر، خلال العامَين الماضيين، مع الحد الأدنى من السياسات فيما يبلغ التوتر السياسي أقصى مستوياته. بيد أنه كان واضحاً أن الأفرقاء السياسيين يحرصون على عدم خروج الأمور عن السيطرة.