كبلد صغير خال من النّفط وجّه أنظاره إلى أوروبا على مرّ التّاريخ، قد يبدو أحيانًا أنّ تونس مختلفة جدًا بحيث لا يمكنها أن تكون شريكًا استراتيجيًا فعليًا للولايات المتّحدة. لذا قد يبدو مفاجئًا أنّه في 3 أيار/مايو 1961، وقف الرّئيس جون إف كينيدي مبتسمًا على مدرج مطار واشنطن الوطني، جاهزًا للتّرحيب بأوّل رئيس لتونس، حبيب بورقيبة.
وقال كينيدي أثناء انتظاره في المطار، "أعتقد أنّه من الأنسب أن يكون أوّل رئيس دولة يقوم بزيارة رسميّة لهذا البلد في عهد هذه الحكومة هو الرّئيس بورقيبة". وإنّ الرّئيسين، اللّذين تجمعهما سنوات من الصّداقة، حيّى أحدهما الآخر بحفاوة، وشربا نخب بعضهما البعض في حفل عشاء رسمي وجالا في أنحاء نيويورك في سيّارة مكشوفة.