فتحت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا فصلاً جديداً في تاريخ الأمّة. فقد أصبح أتباع فتح الله كولن، الذي تعتبره معظم المجموعات السياسيّة والمعسكرات الإيديولوجيّة العقل المدبّر للانقلاب، "عدّو الداخل" الوطنيّ. ولهذا الوضع طبعاً عواقب مثيرة للقلق لأنّه يؤدّي إلى عقاب جماعيّ وإلى تصوير الآخر على أنّه شرّير، وتشمل جماعة كولن أشخاصاً أبرياء كثيرين لا يعرفون الجانب المظلم للجماعة. ويشكّل الحفاظ على حكم القانون في وجه الهستيريا المرتبطة بوجود خطر كبير تحدّياً ينبغي أن يكون الجميع معنيّاً به.
في الوقت نفسه، دفعت أزمة جماعة كولن المعسكر الإسلاميّ في تركيا إلى البحث عن النفس وتوجيه أصابع الاتّهام. وتدور نقاشات كثيرة في الإعلام حول ما إذا كانت "خيانة جماعة كولن" ناجمة عن المعتقدات الغريبة لعقيدة معيّنة أو عن مشاكل أكبر تتشاركها جماعات إسلاميّة أخرى في تركيا.