القامشلي، سوريا – في الطابق العلوي من مبنى إسمنتي غير منجَز في بلدة القامشلي في شمال سوريا، راحت مجموعة من الصحافيين تحوم حول كاميرا فيديو موجّهة نحو مدينة نصيبين على بعد بضع مئات الأميال في الطرف الآخر من الحدود مع تركيا. على وقع دوي القذائف المتواصل والرتيب في الخلفية، كان المراسلون المقيمون في المكان لتوثيق القصف في نصيبين، يدخّنون السجائر، ويحتسون الشاي، ويتكلمون بصوت خافت حول معدّات التسجيل، ويتسلّلون من حين لآخر إلى الشرفة لالتقاط صور فوتوغرافية فيما يبث جهاز كمبيوتر محمول الوقائع الميدانية في نقل حي ومباشر.
وقد ظهرت على الشاشة معدّات بناء تُستخدَم، كما يعتقد المراسلون، للشروع في توسيع جدار الفصل الذي أقامته تركيا بين المدينتين. بعد سماع دوي انفجار قوي جداً، انتقلت الكاميرا من أمامية المشهد حيث ظهرت مبانٍ سكنية مدمّرة والتقطت أعمدة دخان بيضاء تتصاعد بسرعة في الجو.