إنّ فشل المجموعات السّوريّة المسلّحة المدعومة من تركيا حتّى الآن في استعادة بلدة الراعي الحدوديّة السّوريّة من تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) يجب أن يشكّل تحذيرًا لمسؤولي الاستخبارات الأميركيّة الذين يقال إنّهم يعدّون "خطّة ب" لسوريا، في حال انهيار وقف الأعمال العدائيّة.
بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، تضع وكالة الاستخبارات المركزيّة وشركاؤها الإقليميّون خططًا لتزويد قوّات المعارضة السّوريّة بالمزيد من الأسلحة المتطوّرة، التي تشمل ربّما أسلحة مضادّة للطّائرات، في إطار خطّة للطّوارئ. وبذلك، يبدو أنّ العادات القديمة والأفكار السيّئة لا تتغيّر بسهولة في بعض الأوساط السّياسيّة بواشنطن. يمكن للمرء أن يتذكّر، على سبيل المثال، فشل مهمّة التّدريب والتّجهيز الأوليّة العاثرة التي كلّفت 382 مليون دولار لتدريب 180 مقاتلاً، يقال إنّ 95 من بينهم لا يزالون نشطين. لكن بدلاً من التّوصّل إلى استنتاج منطقي بـ"عدم تكرار ما سبق أن فعلناه وتأكّدنا من فشله"، لعدّة أسباب مفهومة، تتشاور وكالة الاستخبارات المركزيّة مع تركيا والسّعوديّة حول خطّة لزيادة قدرات الوكلاء السّوريّين، الأمر الذي سيكون بالطّبع مدمّرًا بالنسبة إلى الشّعب السّوري الذي أخذ فرصة لتنفّس الصّعداء بعد خمس سنوات مستمرّة من المجازر، كما أفاد محمد الخطيب من حلب الأسبوع الماضي.