تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل تحاول السعوديّة تعويض خسارتها في اليمن... في الساحة اللبنانيّة؟

خلفيّات عدّة تقف وراء الحملة السعوديّة ضدّ لبنان، وإلغاء الهبة التي كانت أقرّتها للجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة، أبرزها ردّ الضربة إلى حزب الله بسبب دعمه الحوثيّين في اليمن، ما رأت فيه السعودية عرقلة لتحقيق نصرها العسكريّ هناك. وتؤكّد تقارير واردة إلى بيروت نيّة المملكة في مزيد من التصعيد، يترجم ترحيلاً للبنانيّين مقيمين في السعوديّة والخليج وعبر ضرب القطاع التجاريّ والمصرفيّ اللبنانيّ.
Protesters carry banners and wave Lebanese, Yemeni and Hezbollah flags during a protest against Saudi-led air strikes on Yemen, in front of the offices of the U.N. headquarters in Beirut May 12, 2015. Saudi-led air strikes pounded the rebel-held Yemeni capital Sanaa on Tuesday just hours before a five-day humanitarian ceasefire was set to begin. REUTERS/Mohamed Azakir - RTX1CNBR
اقرأ في 

بيروت - المليارات الأربعة السعوديّة لدعم الجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة، التي انتظرها لبنان على مدى أكثر من عامين، أعلنت المملكة وقفها، إضافة إلى مراجعة شاملة للعلاقة مع لبنان. فبعدما كانت السعوديّة قد أقرّت هبة بقيمة 3 مليارات دولار أميركيّ في 29 كانون الأوّل/ديسمبر 2013، وأضافت إليها هبة أخرى تبلغ مليار دولار في 6 آب/أغسطس 2014، صرف قسم منها لأجهزة أمنيّة لبنانيّة غير الجيش اللبنانيّ، أي قوى الأمن الداخلي والأمن العام وجهاز أمن الدولة، وها هي اليوم تتراجع عن قراراتها، والسبب المعلن "مواقف لبنانيّة مناهضة لها على المنابر العربيّة والإقليميّة والدوليّة، في ظلّ مصادرة ما يسمّى حزب الله الشيعي اللبنانيّ لإرادة الدولة"، في إشارة إلى موقف لبنان المتحفّظ الذي عبّر عنه وزير الخارجيّة جبران باسيل، الذي يترأّس التيّار الوطنيّ الحر، ويعدّ حليفاً لحزب الله، خلال مشاركته في اجتماع وزراء الخارجيّة العرب في القاهرة في 10 كانون الثاني/يناير 2016، إثر الاعتداء الذي تعرّضت إليه السفارة والقنصليّة السعوديّتان في إيران، حيث رفض ربط اسم حزب الله بالأعمال الارهابية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذا القرار السعوديّ يأتي متأخّراً شهرين عن موقف لبنان في المحافل العربيّة، كما أنّ موضوع الهبة السعوديّة كان محاطاً بالشكوك مراراً، وكثر تردّد المعلومات عن تجميدها مرّات عدّة آخرها في حزيران/يونيو 2015. كذلك، لم يتردّد قائد الجيش العماد جان قهوجي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في القول إنّ الهبة لا تزال حبراً على ورق، وإنّ الجيش لم يتسلّم منها إلّا 47 صاروخ ميلان فرنسيّاً، والتي تشمل اصلاً 250 آلية عسكرية وسبع مروحيات من نوع "كوغار" وثلاثة زوارق سريعة والعديد من معدات الاستطلاع والاعتراض والاتصال وإنّ فرنسا تتصرّف وكأنّ الهبة قد تبخّرت.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.