اسطنبول - بعد اندلاع الثورة السوريّة في آذار/مارس 2011، تشكّلت أنواع عدّة من الحراك المعارض، فانقسم الشارع السوريّ المعارض على نفسه بعد السنة الأولى، بين من دعم خيار التسليح للمعارضة وتشكيل الجيش السوريّ الحرّ، ومن يريد أن يبقي على الحراك السلميّ والسياسيّ. لكنّ الآن، بعد أربع سنوات على بدء الثورة، أصبح السلاح أمراً واقعيّاً مفروضاً على الجميع، ولكنّ المشكلة التي تواجه الكتائب الثوريّة المنضوية تحت راية الجيش السوريّ الحرّ هي أنّها أيضاً ليست تحت قيادة واحدة، وإنّما هي مجموعات منظّمة تحت قيادات مختلفة تتبع ككلّ مجموعة إلى قائدها الخاصّ. ونشأت في ما بين هذه المجموعات أنواع من التنظيم والتخطيط والعمل المشترك، وتحوّل ذلك في ما بعد إلى تحالفات ليندمج بعض الفرق مع بعضها، لكن من دون إمكان تحقيق قيادة واحدة للجميع.
وكان اللوم الغربيّ والعربيّ دائماً على المعارضة السياسيّة والعسكريّة السوريّة بأنّه يجب عليها أن تتوحّد تحت قيادة وتشكيل واحد، إلّا أنّ ذلك لم يحصل بسبب اختلاف الآراء والإيديولوجيّات واختلاف الجهّات الداعمة أيضاً والتي لبعضها مشاريع خاصّة بمستقبل سوريا.