حذّر المرشد الإيرانيّ الأعلى مجدداً من رغبة أميركا في أن يكون لديها نفوذ داخل إيران.
أكت 7, 2015
على الرغم من الصفقة النوويّة الإيرانيّة وزوال عقدة اجتماع المسؤولين الإيرانيّين والأميركيّين وجهاً لوجه، لا يزال المرشد الإيرانيّ الأعلى آية الله علي خامنئي يحذّر من مخاطر التأثير الأميركيّ على البلاد. وقال في خطاب ألقاه في 7 تشرين الأول/أكتوبر أمام قادة وضبّاط من القوّات البحريّة الإيرانيّة إنّ "التفاوض مع أميركا ممنوع لأنّ هذا التفاوض ليس لديه أيّ منافع، لا بل لديه أضرار لا تعدّ ولا تحصى".
وفيما أعطى خامنئي الضوء الأخضر للتفاوض مع الولايات المتّحدة الأميركيّة بشأن المحادثات النوويّة، التي أجرى وزير الخارجيّة الإيرانيّ محمد جواد ظريف ونظيره الأميركيّ جون كيري في إطارها عدداً من المحادثات الثنائيّة، لا يزال يرفض إجراء محادثات مع الولايات المتّحدة بشأن المسائل الإقليميّة.
وحذّر خامنئي في خطاب 7 تشرين الأوّل/أكتوبر من أنّ "المخطّطات الأكبر والجهود الأقصى للقوى المتعجرفة تهدف إلى العداء مع نظام إيران الإسلاميّ، وطلب أميركا التفاوض مع إيران هو في سياق إطار العمل هذا ومن أجل النفوذ". وقال خامنئي، من دون ذكر أيّ أسماء، إنّ في إيران أفراداً "بسطاء" لا يدركون هذا الواقع ويتجاهلون مصالح بلدهم الوطنيّة.
ودحض خامنئي أيضاً حجج الأشخاص المؤيّدين للتفاوض مع الولايات المتّحدة والذين يقولون إنّ شخصيات دينيّة تاريخيّة كالإمام علي والإمام الحسين، وهما الإمامان الأوّل والثالث لدى الشيعة، تفاوضت مع أعدائها. فقال خامنئي إنّ هذين الإمامين لم يتفاوضا مع خصومهما، بل "نصحاهم بأن يخافوا الله". وأضاف: "للأسف، بغية تبرير المفاوضات الإيرانيّة مع الشيطان الأكبر، يعرض البعض الوضع بهذا الشكل الخاطئ كلياً في الصحف والخطابات ووسائل التواصل الاجتماعيّ".
واعتبر خامنئي أنّ التفاوض مع أوروبا يختلف عن التفاوض مع أميركا لأنّ "التفاوض مع أميركا يعني إفساح المجال أمامها لفرض نفوذها في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة والأمن".
تسجّل في نشرتنا الإخباريّة
أمّا في ما يخصّ المفاوضات النوويّة، فقال خامنئي إنّ أميركا "استغلّت كلّ فرصة لفرض نفوذها والقيام بخطوات تتعارض مع المصالح الوطنيّة. لكنّ المفاوضين الإيرانيّين كانوا حذرين. ومع ذلك، تمكّن الأميركيّون من إيجاد بعض الفرص". وليس من الواضح ما إذا كان خامنئي يقصد من خلال هذه التصاريح أنّ بعض أجزاء الصفقة النوويّة تعارض مع مصالح إيران الوطنّية أو أنّ الولايات المتّحدة استغلّت لحظات معيّنة في المحادثات النوويّة من أجل مسائل أخرى.
ويعتقد خامنئي أنّ الولايات المتّحدة تريد التأثير في الرأي العامّ في ما يتعلّق بالثورة والدين والمصالح القوميّة، وأنّها تستهدف الشباب بشكل خاصّ. ولهذا السبب، وغيره من الأسباب، لطالما كانت لدى المسؤولين الإيرانيّين مخاوف بشأن الجامعات ويُعتبر منصب وزير العلوم منصباً حسّاساً في إيران. ولم يحدّد خامنئي أيضاً كيف يمكن أن تحاول الولايات المتّحدة التاثير في السياسات الداخليّة الإيرانيّة، لكنّه شكّك في مخاوف الغرب في ما يتعلّق بحقوق الانسان، قائلاً إنّ "الخطر الأكبر على العالم اليوم هو خبث الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الانسان وأكاذيبهم".
وفي أيلول/سبتمبر 2014، قال خامنئي إنّ إيران رفضت عروض الولايات المتّحدة للتعاون معها ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، مع أنّ المسؤولين الأميركيّين في تلك الفترة قالوا إنّهم لم يطلبوا من إيران أن تكون جزءاً من التحالف ضدّ داعش. لكن في نيسان/أبريل، قال خامنئي إنّه مستعدّ لمناقشة "مسائل أخرى" في حال نجحت المفاوضات النوويّة.
المزيد من آرش کرمی
المزيد من نبض إيران