يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دائمًا اللّعب على الحبلين؛ فهو يتحدّث عن السّلام ويعيق في الوقت عينه المفاوضات الدّبلوماسيّة. يمشي مع اليمين ويتلفّت نحو اليسار. يدلي بـ"خطابه عن حلّ الدّولتين" بينما يسرّع البناء في المستوطنات.
لكن هناك بعض الحالات النّادرة التي يجد فيها نتنياهو نفسه محشورًا في الزاوية سواء لجهة اليمين أم اليسار، ويكون عاجزًا عن المراوغة. وهذا تمامًا الوضع الذي يواجهه الآن؛ فاليمين الإسرائيلي يضغط عليه بمطالبه لرفع وتيرة البناء في المستوطنات، لكنّ نتنياهو، الذي يدعمه وزير الدّفاع موشيه يعلون، يرفض تمامًا الاستسلام لمطالبهم. يصرّ اليمين على السّماح لليهود بالصّعود إلى الحرم القدسي الشّريف (أو جبل الهيكل)، في حين يحاول نتنياهو إعادة الهدوء عبر إبقاء الوزراء وأعضاء الكنيست بعيدين عن ذلك الموقع الحسّاس. وعند حصول أيّ شغب، يعلن رئيس الوزراء أنّ أوامره الجديدة تشمل أعضاء الكنيست العرب أيضًا.