هروب ونزوح مصحوبان بذعر عام وكوارث، هذا ما نقله الإعلام بمشاهد حيّة عن خروج مئات الآلاف من السوريّين والعراقيّين من بلديهما الى أوروبا، مستخدمين القوارب والقطارات وأقدامهم... مشاهد تذكّرنا بعصور الهجرات الكبرى الغابرة... لقد حظيت أعداد النّازحين السوريّين باهتمام خاص، نظراً للأوضاع السوريّة والمواقف الدوليّة المتضاربة في شأنها، إلاّ أنّ أعداد العراقيّين كبير هو الآخر ويحتاج إلى إلقاء الضوء عليه.
وفي واقع الحال، إنّها ليست المرّة الأولى الّتي يغادر فيها العراقيّون بلدهم بهدف الهجرة، ولكن لم يشهد البلد هذا العدد الغفير من المهاجرين منه، وهذا من شأنه أن يترك تغييراً كبيراً على وضعه الديموغرافيّ، ويثير التّساؤلات حول مصير الأقليّات فيه، إذ أنّ المؤشّرات تفيد أنّ الأقليّات الّتي كانت جزءاً من النّسيج الإجتماعيّ، في طريقها إلى الإضمحلال النهائيّ في حال استمرار نزوح أفرادها إلى الخارج.