دمشق — "نعم الجوع أرهقنا، ولكن الكرامة أوّلاً، القيادات تملأ بطونها والأطفال جياع، فارحموا حالهم"، و"الشعب يريد إسقاط زهران" وغيرهما، من الشعارات التّي ردّدها ورفعها مدنيّون من مناطق مختلفة في الغوطة الشرقيّة (9 كلم شرق دمشق)، حيث يسيطر مقاتلو المعارضة، فخرجوا في مظاهرات ارتفعت وتيرتها منذ مطلع آب/أغسطس الجاري في حموريا وكفربطنا وحرستا، وكان آخرها في مدينة سقبا بـ7 آب/أغسطس الجاري، حيث خرج آلاف المدنيّون يهتفون للتوحّد ونبذ الخلافات بين فصائل المعارضة المتنازعة على الغوطة، وخصوصاً بين "جيش الإسلام" و"الاتّحاد الإسلاميّ لأجناد الشام"، وفكّ الحصار عن الغوطة (الذي يفرضه النظام منذ شهر حزيران 2014) والتوقّف عن احتكار الموادّ الغذائيّة(من قبل فصائل المعارضة التي تسيطرة على الأنفاق التي تشكل المعبر الوحيد إلى داخل الغوطة) والإفراج عن المعتقلين في سجون "جيش الإسلام" وإسقاط القيادات الطاغية، وفي مقدّمها قائد "جيش الإسلام" بالغوطة الشرقيّة زهران علّوش بسبب الممارسات المسيّئة والاعتقالات العشوائيّة للمدنيّين.
إنّ المظاهرات هذه لم تكن الأولى من نوعها، إذ خرجت مظاهرات مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014، أطلق عليها مظاهرات الجوع، طالب فيها المتظاهرين بتوزيع المواد التموينية التي تهرب عبر الأنفاق على مدنيي الغوطة، حيث كانت مخازن المعارضة مليئة في حين يأكل الناس الحشائش والخبز اليابس ويموتون من الجوع، في حين خرجت مظاهرات نسائيّة خلال شهر رمضان الماضي في مدينة دوما، طالبت فيها النّساء "جيش الإسلام" بالإفراج عن أزواجهنّ وأبنائهنّ المعتقلين في سجونه.