بعد نحو عشرين شهراً من المفاوضات المكثّفة بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا، تم التوصل وأخيراً إلى اتفاق تاريخي لخفض البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات. وقد تابع الإيرانيون الأيام الأخيرة من المحادثات باهتمام وشغف شديدَين تماماً كما تشاهد شعوب بلدان أخرى منتخباتها الوطنية تتنافس في كأس العالم. فالنزاع النووي المستمر منذ عقد والذي تسبّب بجعل الإيرانيين أكثر عزلةً فيما راحت العقوبات تتأكّل إيراداتهم شيئاً فشيئاً، بحسب ما جاء على لسان الرئيس حسن روحاني في 14 تموز/يوليو الجاري بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، مارس تأثيراً أشدّ قسوةً على حياة الإيرانيين من البرنامج النووي.
إنه أمر منطقي إذاً أن يُشيد الإيرانيون بوزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي كُلِّف إنهاء هذه الأزمة عبر التفاوض مباشرةً مع الولايات المتحدة، العدو الأكبر والأقوى لإيران، ويعتبروه بطلاً. لقد ابتهج أولئك التوّاقون إلى تحسّن أوضاعهم المالية وانحسار حدّة التشنجات المستمرة منذ 36 عاماً مع "الشيطان الأكبر".