مدينة غزّة، قطاع غزة - ربّما كانت الضربات القويّة للفرشاة، الّتي تركها فان غوخ على لوحاته تعبّر عن نوبات اليأس الّتي أدّت به في النّهاية إلى قطع أذنه، ثمّ الانتحار، لكن هذا اليأس والفقر الّذي عانى منه، لم ينعكس على لوحاته، ففي زيارة لمعرضه بسيؤول بكوريا الجنوبيّة عام 2007، ظهر الجمال، والضوء الذي يتسلّل في تكوين معظم رسومه ليترك أثره على اللّون وتموّج درجاته.
وهذا الفقر الّذي قد يكسر أيّ إبداع، وليس بالضرورة أن يكون حافزاً له، يتناقض بوضوح مع نبض الحياة الّتي بقيت تحتفظ به لوحاته من دون أن يبهت، فالفقر والإبداع بقيا يلازمان سيرة فان غوخ، وهما ذاتهما يرافقان الفنّان الفلسطينيّ المعروف فتحي غبن في حياته.