بيروت، لبنان — في غضون 20 يوماً، شهد لبنان سقوط طائرتين للاستطلاع مجهولتيّ الهويّة وأسباب السقوط، ولكن حالات كهذه في هذا البلد تجعل التّرجيحات تذهب فوراً صوب الاحتمال الإسرائيليّ، وهو ما يطرح أكثر من سؤال: هل تراجع مستوى التكنولوجيا لدى الكيان الصهيونيّ، أم تقدّمت في المقابل تكنولوجيا الجهات المقاومة له في لبنان، أم أنّها مجرّد مصادفة لحالات عاديّة من الأعطال؟
لقد كان صباح الأحد في 21 يونيو/حزيران الماضي موعد سقوط الطائرة الأولى. أمّا المكان فعلى جبال قرية صغبين، الواقعة في البقاع الغربيّ القريب من الحدود اللبنانيّة - الإسرائيليّة. وأكّد شاهد عيان من أبناء المنطقة لموقعنا أنّ الطائرة كانت مرئيّة بالعين المجرّدة، وهي آتية من صوب الشرق، أي ّمن الجهة الّتي غالباً ما يعتمدها طيران الاستطلاع الإسرائيليّ للتسلّل الجويّ من صوب هضبة الجولان السوريّ المحتلّة، صوب سهل البقاع اللبنانيّ، حيث تقوم عادة تلك الطائرات الاستطلاعيّة المسيّرة من دون طيّار باستكشاف المناطق اللبنانيّة الممتدّة من الجنوب صوب الشمال، قبل أن تنسحب بعد إنجاز مهمّاتها من ناحية الغرب، من فوق البحر عائدة إلى قواعدها في إسرائيل، ولكن يومها، أكّد شاهد العيان الّذي طلب عدم الكشف عن اسمه، عندما وصلت الطائرة إلى أجواء بلدة صغبين، سمع انفجاران تفصل بينهما ثوان معدودة. بعدها، شاهد أبناء البلدة عموداً من الدخان يتصاعد من التلال المحيطة بها، فأدركوا أنّ الطائرة قد سقطت.