منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديداً منذ 26 مارس الماضي، تدور حربان عنيفتان في اليمن، حرب داخليّة تقودها مليشيات جماعة الحوثيّ المدعومة من قوّات الجيش الموالية للرّئيس السّابق علي عبدالله صالح، وتواجه بمقاومة شعبيّة مسلّحة مناصرة لشرعيّة الرّئيس "هادي"، وأخرى خارجيّة ضد جماعة الحوثي، من قبل تحالف عشر دول عربيّة بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة. ومع استمرار الحرب، تتضاعف معاناة اليمنيّين بكلفة مادّية وإنسانيّة مروّعة ، في حين تنتهك كلّ أطراف الصراع أمن اليمنيّين وسلامتهم وحريّتهم.
لقد تسبّبت الحرب واشتداد النزاعات بين كلاً تحالف الحوثي وصالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، وكذا غارات قوّات التّحالف، بمقتل الآلاف من اليمنيّين، الّذين أصبحوا أهدافاً سهلة للقتل على يدّ مليشيات الحوثيّ وقوّات "صالح" الّتي استهدفت التجمّعات السكنيّة والمستشفيات في المدن المقاومة لها، كمدينة عدن وتعز والضالع ولحج، أو من جراء مضادّات الطيران الّتي تطلقها جماعة الحوثي ّوتسقط على الأحياء السكنيّة ممّا ألحق خسائر بالأرواح. كما تسبّبت الأخطاء المتكرّرة للطيران السعوديّ في قصف المنازل ومخيّم للنّازحين والقرى، وكذا الغارات الجويّة على مواقع عسكريّة ومخازن أسلحة قريبة من أحياء سكنيّة، وتركيز قصف طيران التّحالف على مدينة صعدة معقل جماعة الحوثيّ، واستخدام ذخائر عنقودّية، بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش"، بتضاعف عدد القتلى والجرحى.