عندما قام المقاتلون الأكراد السوريّون الذين ينتمون إلى وحدات حماية الشعب بمحاصرة أعدائهم من تنظيم الدولة الإسلاميّة في تلّ أبيض الذي يشكّل معقلاً استراتيجيًا للجهاديّين، اندفع آلاف المدنيّين إلى الحدود التركيّة في مشاهد تتكرّر هي عينها منذ اندلاع النزاع السوري منذ أربع سنوات. في البداية، تصدّت لهم تركيا التي تأوي بالفعل حوالي مليوني لاجئ سوري، ودفعتهم باستعمال مدفع للمياه. لكنّ السلطات التركيّة عادت وأذعنت تحت وابل الانتقادات الدوليّة. وبحلول الوقت الذي أعلنت فيه وحدات حماية الشعب نصرها في تلّ أبيض في 15 حزيران/يونيو، يُعتقَد أنّ 23,000 لاجئ سوري على الأقلّ عبروا إلى تركيا، بعضهم بشكل غير قانوني. ومن المتوقّع أن يتبعهم آلاف غيرهم، وإنّ السؤال الأهمّ ليس كيف ستتعامل تركيا مع العبء الإضافي، لكن ما هو عدد مقاتلي داعش الذين يختبئون في وسطهم.
بحسب التقارير الإعلاميّة التركيّة، قبضت القوى الأمنيّة التركيّة على عدّة مقاتلين من داعش فيما كانوا يحاولون التسلّل إلى تركيا عبر تلّ أبيض. وقال أيمن جواد التميمي، محلّل يراقب حركات المجموعات الجهاديّة في منتدى الشرق الأوسط، وهو مؤسّسة بحثيّة يقع مقرّها في فيلادلفيا، "من المؤكّد أنّ مقاتلي داعش عبروا إلى تركيا عبر تلّ أبيض". وأضاف في مقابلة الكترونيّة مع المونيتور، "هم يتمتّعون بالفعل بوجود ظليل ]في تركيا[ وإنّ تواجدهم وسط اللاجئين سيعود عليهم بالنفع".