من المعروف عن مديريّة الشؤون الدينيّة في تركيا ميزانيّتها الضخمة وشبكتها الكبيرة المؤلّفة من جوامع ومفتين وأئمّة والتي تضبط من خلالها الشؤون الدينيّة في القرى النائية. وتتمتّع هذه المؤسّسة، المرتبطة برئيس الوزراء والتي تقدّم خدمات دينيّة وفقاً للإسلام السنيّ، بامتيازات كثيرة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقد أصبحت أداة مهمّة في قولبة "الأجيال التقيّة" التي تخيّلها الرئيس رجب طيب أردوغان. وفي وظيفة أخرى أثارت القليل من الاهتمام، برزت المديريّة كأداة حكوميّة فعّالة في تطوير أجندة أنقرة الخاصّة بالسياسة الخارجيّة.
على مدى سنوات، نقلت مديريّة الشؤون الدينيّة رسائل أنقرة إلى المؤمنين المسلمين في كلّ أنحاء البلاد من خلال العظات النمطيّة التي تقدّمها إلى أئمّة جوامع تركيا البالغ عددها 85 ألف جامع، الذين يبشّرون بشكل شبه حصريّ بالمذهب الحنفيّ السنيّ ويشكّلون غالبيّة موظّفي المديريّة البالغ عددهم 122 ألفاً. لكن في السنوات الأخيرة، تحوّلت المديريّة إلى هيئة تنقل رسالة أنقر إلى أبعد من ذلك، إلى خارج حدود البلاد.