سوريا، دمشق - خلف الجامع الأمويّ وسط دمشق القديمة، حيث ما زالت الشوارع تتنفّس بالحياة نهاراً، يجلس أبو محمّد (55 عاماً) في شكل يوميّ على كرسيّ خشبيّ قديم، أمام محلّه لبيع الذهب والحلّي في سوق الذهب. وفي أحيان كثيرة، يقضي وقته في لعب طاولة الزهر، فلديه الكثير من وقت الفراغ، فتجارة بيع الذهب لم تعد رائجة، ولا زبائن يأتون إلى هناك كما يقول.
التقى "المونتور" أبو محمّد في محلّه الذي يبدو أنّه تحوّل إلى مكان لقضاء الوقت وليس العمل، فيقول: "منذ سنتين، لم أعد أرى زوّاراً لسوق الذهب إلاّ نادراً، ومعظم من يأتون إليّ، هم إمّا ممّن يرغبون في بيع بعض من مقتنياتهم، أم للسؤال عن الأسعار التي تتصاعد في استمرار، بسبب انخفاض سعر الليرة السوريّة مقابل الدولار". ويضيف أبو محمّد: "لم تعد هذه المهنة تدرّ ربحاً، وبعض أصحاب المحلّات أغلقوا محلّاتهم، وبدأوا أعمالاً جديدة، وعلى ما يبدو أنا أيضاً سأبحث عن مهنة بديلة، إذا استمرّ الوضع على حاله".