دمشق — لم تعد كتابة الفروض المنزليّة أو الدراسة ليلاً، ضمن قائمة المهمّات اليوميّة لعمّار (18 عاماً)، طالب المرحلة الثانويّة، الّتي قد تؤهّله لدخول كليّة الطبّ كما كان يحلم دوماً، فانقطاع الكهرباء الجنونيّ (نحو 15 ساعة يومياً) في منطقة جرمانا حيث يقطن (9 كلم شمال شرقيّ دمشق)، جعل المدينة غارقة في ظلمة حالكة ليلاً، لتزيد من هموم المدينة المتعبة من قذائف مقاتلي المعارضة اليوميّة.
لم تعد ليالي جرمانا وغيرها من المناطق في دمشق وريفها برّاقة، كما كانت قبل الحرب، ويمكن القول إنّ دمشق باتت شبه مقسّمة ديموغرافيّاً إلى مناطق طائفيّة، وعسكريّاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وأخرى لسيطرة الّنظام، وإدرايّاً إلى قلب وأطراف وريف، إلاّ أنّ ما يجمع كلّ هذه المناطق أمر واحد، هو انقطاع التيّار الكهربائيّ الّذي تزيد ساعاته أو تنقص (من 4-15 ساعة يوميّاً)، تبعاً لقرب المنطقة من مركز المدينة ومناطق الأغنياء والمراكز الأمنيّة. وأحياناً، تبعاً لمزاج عمّال الكهرباء، لتصل في بعض المناطق في ريف العاصمة إلى قطع نهائي قد يستمرّ لأيّام أو أسابيع.