قرّر لبنان مقاطعة الاجتماع الذي تستضيفه العاصمة الأميركيّة هذا الأسبوع للدول المشاركة في التحالف الدوليّ ضدّ الإرهاب. وهو مسألة طرحت إشكالات عدّة في بيروت، قبل التوصّل إلى قرار المقاطعة، وأثارت الكثير من النقاش ولا تزال.
وقد كشف مصدر حكوميّ لبنانيّ لموقعنا القصّة الكاملة لعلاقة لبنان بهذا الإطار التنظيميّ، منذ بدايته حتّى اللحظة. يقول المسؤول الوزاريّ الذي طلب عدم كشف اسمه، إنّ المسألة بدأت عند الاجتماع الأوّل للتحالف الدوليّ، الذي عقد في مدينة جدّة السعوديّة، في 9 أيلول/سبتمبر الماضي. يومها، كما يشير المسؤول نفسه، تعالت أصوات حزبيّة وحتّى وزاريّة في بيروت، تطالب بعدم مشاركة لبنان، على خلفيّة الرعاية الأميركيّة والسعوديّة للخطوة، علماً أنّ قوى لبنانيّة عدّة، في مقدّمتها حزب الله وحلفاؤه، تعتبر نفسها مناوئة لهذا المحور الدوليّ والإقليميّ. غير أنّ القرار النهائيّ توصّل إلى ضرورة مشاركة لبنان، على خلفيّة أنّه معنيّ أيضاً بمكافحة الإرهاب، وعلى أنّ الدول المشاركة هي صديقة للدولة اللبنانيّة، وأخيراً على خلفيّة أنّ توافقاً قام بين تلك الدول على حصر موضوع الاجتماع وبحثه في مسألة الإرهاب المستجدّ بعد حدث "داعش" ومثيلاته.