كوباني - لم يكن من السهل دخول مدينة كوباني، فقصف الجماعات الإسلاميّة في شكل عشوائيّ من جهّة، وإغلاق المنافذ الحدوديّة من قبل الجندرمة التركيّة من جهّة أخرى، صعّبا علينا معرفة الأخبار والأحداث في تلك البقعة من الأرض. هذا الاجتياح، وفرض طوق من الحصار على تلك المدينة كان الهدف منهما تخويف المدنيّين، ممّا أدّى إلى تهجير نحو 200 ألف من السكّان من القرى والمدينة التابعة لمنطقة كوباني، إلى المدن التركيّة وأغلبهم إلى مدينة سروج.
تبعد مدينة سروج عن الحدود السوريّة، وعن مدينة كوباني حوالى 8 كيلومترات، وفي ظلّ عدم وجود المهرّبين، كانت تواجهنا صعوبة في دخولها، لذا كان المتعاونون معنا هم أنفسهم من الذين يدعمون وحدات حماية الشعب (YPG)، القوّات الكرديّة التي تقاتل في المدينة. فكان علينا تجاوز بعض القرى الحدوديّة، وكان ملاحظاً هناك أنّ السكّان يقومون بحماية المنطقة ليلاً. ويعتقد سكّانها ذات الأغلبيّة الكرديّة أنّ الدولة التركيّة تساعد الجماعات الإسلاميّة على دخول مدينة كوباني. ومن أجل هذا، يقومون بحماية قراهم، وأثناء سؤالنا عن هذه الحالة، يقول سائق السرفيس الذي يقلّنا لـ"المونيتور": "إنّنا نقوم بحماية قرانا لمنع تلك الجماعات الإسلاميّة من دخول مدينة كوباني، وقتل أهلنا هناك. إنّ الدولة التركيّة تدعمهم بالسلاح والعتاد وتساعدهم من أجل تدمير تلك المدينة الآمنة".