شهدت مؤسسات الدولة اليمنية مؤخرا انهيارا ، مع انهيار العملية السياسية الهشة التي رعتها دول الخليج ومجلس الامن في اليمن لثلاثة أعوام ، ووضع ذلك الانهيار حدا نهائيا للاستدعاء الغربي المتكرر للنموذج اليمني كنموذج نجاح لحل النزاعات في الاقليم.
لقد نجحت المبادرة الخليجية في إيقاف إطلاق النار باليمن ، ولكنها لم تنجح في إحلال السلام. ويعود ذلك إلى كون روحها الجوهري أتى ضمن سياق مختل قانونيا وحقوقيا ، وكان من الصعب إصلاحه ,ربما حرصا على إرضاء جميع الفرقاء دون وجود غاية أسمى من ذلك تستجيب لاحلام اليمنيين ببناء دولتهم, وثانيا ، لأنها لم تكن مصحوبة بأي خطة أمل تنموية أو اقتصادية ، تمنح اليمنيين الثقة بها. إذ أن الالتزام الاقليمي والدولي بوحدة وأمن واستقرار اليمن ، لم يتم ترجمته حقيقيا عبر أي خطة طويلة الأمد.