مدينة غزّة - أمل الفلسطينيّون في أن تبدأ مرحلة إعادة الإعمار ورفع حصار إسرائيل عن غزّة، بعد أعنف حروبها ضدّ "حماس"، وخصوصاً بعد تسليم الأخيرة إدارة القطاع إلى حكومة الوفاق الوطنيّ، بقيادة السلطة الفلسطينيّة، لكن الحصار لم ينته بعد، والإعمار أصبح مشروطاً ومشدّداً كما الحصار تماماً، وحركة "حماس" ماضية في الدعم الماليّ لقاعدتها الشعبيّة بعد الحرب، رغم السياسة الإسرائيليّة في تجفيف المنابع بحقّها.
وقبل نحو أسبوعين من مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في 12 أكتوبر الماضي، والذي انتهى بتعهدات من دول عربية ودولية بالمساهمة بنحو 5.4 مليار دولارلاعادة الاعمار، قام فريق بحث تابع لوكالة "الأونروا" ومختص بتسجيل المنازل المتضرّرة خلال الحرب الأخيرة، بزيارة لمنزل أبو عدي، الواقع في مخيّم البريج، وسط قطاع غزّة، لتسجيله ضمن الأضرار. وبعد أيّام، عادت إحدى باحثات "الأونروا" وطلبت من العائلة مراجعة المكتب الرئيسيّ للوكالة الدوليّة في مدينة غزّة، من دون إبلاغها بتفاصيل أخرى، لتكتشف بعد ذهابها، حقيقة أنّ الوكالة لن تقوم بإعمار إحدى الشقق الموجودة في ذلك البيت، في حجّة أنّه دمّر ضمن استهداف مباشر من اسرائيل.