تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مروان قصاب باشي: مسيرة تستحضر الدمار الثقافي في سوريا

Marwan Kassab Bachi_Munif Razzaz.jpg
اقرأ في 

في انحاء عدّة من العالم العربي، تتعرّض الكثير من الأعمال الفنية، الحديثة والتاريخية على حد سواء، الى الاهمال في أحسن الأحوال، والتدمير التام، في أسوأها. لقد شهدت دول مثل ليبيا، والعراق، وفلسطين، والجزائر حروبا ونزاعات عديدة ومديدة في العقود القليلة الماضية. ولكن مع ذلك، لا يمكن مقارنة ما حدث في اي من هذه الدول مع ما عانته وما زالت تعانيه سوريا. فهناك، قامت قذائف النظام والثوّار، في شهور قليلة احيانا، بتدمير ما استغرق بناؤه سنوات، ان لم يكن عقودا وقرون، من مجتمعات، واسواق، وعمارة، وفن. عندما تسكت المدافع ويلقى السلاح في سوريا أخيرا، ويرحل المقاتلون والمرتزقة الاجانب عنها، سيكون على عاتق السوريين انفسهم ان يقوموا باعادة اعمار بلادهم.

ولكن لحين انتهاء هذه الحرب الاهلية المأساوية، يمكن للعالم الخارجي تقديم المساعدة عبر دعم، وتوثيق، وأرشفة، وحفظ، وترويج الثقافة السورية لكي ُيمنع الغزاة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والمرتزقة الأجانب من محو الماضي القريب الغني ثقافيا وابداله بنسختهم المشوهة للثقافة. من هذا المنطلق، كانت لدي الفرصة في الصيف الماضي لدعم المهندس المعماري الشاب خالد ملص في تمثيل سورية في معرض بينالي فينيسيا الدولي للعمارة عبر مشروعه "تنقيب السماء". فحتى في هذه اللحظات المظلمة، يظل من الضروري لسوريا الغنية والمتنوعة ثقافيا ان تبقى حية وحاضرة في أذهاننا، وان يتم منع الصورة التي كوّنها المتطرفون عنها من الحلول مكان سوريا تلك.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.