قبل اثنين وخمسين عاماً، في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر 1962، قامت الثورة اليمنيّة التي أطاحت بنظام الإمامة الشيعيّة الزيديّة، وانتهت أخيراً بإعلان النظام الجمهوريّ في البلد. وفي الأيّام نفسها هذا العام، دخلت القوّات الزيديّة المعروفة بجماعة الحوثي العاصمة اليمنيّة صنعاء، محكمة سيطرتها على مفاصل الدولة اليمنيّة، ومعلنة إسقاط الحكومة ذات التوجّهات السنيّة السلفيّة الإخوانيّة.
ومن المفارقات المثيرة للاهتمام، أنّ الصراع السياسيّ القائم آنذاك جعل المملكة العربيّة السعوديّة في موقف الحليف للحكم الشيعيّ في اليمن آنذاك، مقابل المعارضة ذات الأغلبيّة السنيّة المدعومة من قبل مصر. وقد بذلت السعوديّة كلّ جهودها العسكريّة والاقتصاديّة للحفاظ على الحكم الشيعيّ الملكيّ في اليمن، ولكن، قد أطيح به أخيراً من قبل مؤيّدي النظام الجمهوريّ.