المشهد الثقافي في العراق ملتبس هو الآخر. فالواقع العراقي يعاني مظاهر التخلف والفساد الإداري والطائفية والتراجع العلمي، وهذا دليل غياب الدور الثقافي الفاعل. والثقافة العراقية ذاتها تعاني الأزمات التي افقدتها قدرتها على التأثير والتغيير. ويغيب صوت المثقف وسط دوامة العنف ويتحول أحياناً الى ضحية. وأمام هذا الواقع ترى وزارة الثقافة أنها تقوم بما عليها من واجبات وتواصل تنفيذ مشاريعها وفق الخطط المرسومة. وفي معرض تعليقه على هذا الواقع يحيل الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة طاهر الحمود الجزء الاكبر من المسؤولية عن تدهور الوضع الثقافي العراقي على المثقفين العراقيين أنفسهم وعلى المشكلات الإدارية التي ورثتها الوزارة من عهد نظام صدام حسين. فيما يرى مثقفون عراقيون أن وزارتهم لا تقدم حلولاً بل هي ذاتها جزء من المشكلة.
ولعل ادارة وزير واحد لوزارتي الثقافة والدفاع في الوقت ذاته، هو احد مظاهر الالتباس هذا. وكان هذا مثار استغراب العراقيين الذين يرون ان الحكومة تستكثر على الثقافة ان يكون لها وزير بصلاحيات كاملة، فيما تستهين بشؤون الدفاع حين توليها شخصاً غير متفرغ. وإلى هذا السبب يعزون تراجع الأداء في الوزارتين معا.