لا يزال النظام السوريّ بأجهزته ومؤسّساته، متماسكاً في المناطق التي تحكم عليها القوّات الحكوميّة سيطرتها. في الساحل السوريّ وأجزاء واسعة من محافظات حمص وحماة ودمشق والسويداء، لا يزال السكّان سواء أكانوا معارضين أم مؤيّدين، يعيشون وفقاً للقوانين والأنظمة التي يقرّها النظام السوريّ، ولا يزال جميع الشبّان ملزمين بأداء الخدمة الإلزاميّة، أو تلبية الدعوة إلى الخدمة الاحتياطيّة. إلاّ أنّه، وإضافة إلى المعارضين الذين يرفضون القتال إلى جانب نظام الأسد بسبب تعاطفهم مع خصومه، فإنّ هناك المئات من الأشخاص المحايدين أو المؤيّدين الذين يرفضون الذهاب إلى القتال لأسباب أخرى مختلفة.
كثيرون من الأشخاص المطلوبين للخدمة العسكريّة غادروا مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة الكتائب المسلّحة، حيث انضمّ بعضهم إلى هذه الكتائب، في حين يعيش آخرون خارج المعركة. كما غادرت أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد نهائيّاً، في حين يواصل آخرون حياتهم في مناطق سيطرة النظام، بعضهم لم يستطع مغادرة البلاد، وبعضهم الآخر لا يريد أن يغادر لأسباب مختلفة. وعلى الرغم من الضيق الذي يعيشون فيه جرّاء إحساسهم بالخطر الدائم من أن يتمّ اعتقالهم وسوقهم بالقوّة إلى الحرب، إلاّ أنّ الحياة لم تصبح مستحيلة بالنسبة إليهم في تلك المناطق حتّى الآن.