سقوط مدينة عمران بيد ميلشيا الحوثي التي تبعد خمسين كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء يعد حدثاً فاصلاً ليس فقط لأنها مفتاح للعاصمة صنعاء، بل أيضاً لأن معظم النخبة السياسية والعسكرية لعقود طويلة تنتمي لمدينة عمران. فهي المدينة التي تسكنها قبيلة حاشد التي ينتمي لها الرئيس السابق علي صالح الذي حكم اليمن منذ عام 1978م وصارت كل قيادات الجيش من هذه القبيلة، بما فيهم الجنرال علي محسن الذي انشق عليه عام 2011م اثناء الثورة الشعبية، وكذلك قبيلة حاشد تظل هي اقوى قبائل اليمن نتيجة لتماسكها بقيادة شيخها عبدالله بن حسين الأحمر الذي توفي عام 2009، بهذا الثلاثي الحاشدي مع المظلة السعودية الوهابية اكتمل مضلع الحكم في اليمن لمدة تزيد عن ثلاث عقود حتى انقسم هذا الحلف القبلي في ثورة 2011م.
الحوثيون وهي جماعة زيدية- شيعية- تكونت اثناء الحروب المتتالية ضدها من قبل الدولة عام 2004م حتى كبرت وتوسعت وصارت تحكم مدينة صعده المحاذية للحدود السعودية والتي تعد معقل الزيدية، وهي مذهب لأكثر من ثلث سكان اليمن ويتمركزون في أقصى شماله. حدث تغيير حقيقي في المسار السياسي والعسكري لجماعة الحوثي عام 2011م حيث شاركوا في الثورة ضد صالح وشكلوا تحالف سياسي واسع داخل صنعاء سمي بأنصار الله.