لم يعد الساحل السوري كما كان عليه قبيل اندلاع الثورة السورية، فمنذ بدأت المواجهات المسلحة في أنحاء البلاد بدأ عمليات نزوح متفرقة من محافظتي حمص وحماة ومناطق أخرى إلى محافظتي طرطوس واللاذقية، وكانت ظروف بعض النازحين سيئة جراء تعرضهم للتضييق من قِبَل الأجهزة الأمنية، ومن قِبَل بعض أنصار النظام السوري في الساحل الذي تنحدر أغلبية سكانه من أصول علوية، لكن الأمر اختلف منذ تمكنت كتائب مسلحة مناوئة للنظام السوري من السيطرة على أحياء في مدينة حلب، حيث نزح عشرات الآلاف من أبنائها إلى الساحل السوري جراء المعارك الطاحنة والقصف العنيف.
أحد الناشطين في مجال الإغاثة من أبناء مدينة طرطوس، رفض الكشف عن اسمه قال للمونيتور: "كنا نعمل في مجال الإغاثة على نطاق ضيق وبدون ترخيص من السلطات، لكن منذ جاءت موجات النزوح الضخمة من حلب دخلت المؤسسات الرسمية على خط الإغاثة، وقامت السلطات بفتح مراكز إيواء والإشراف عليها، وأصبحنا نعمل من خلال جمعيات مرخصة، لقد تعاملت السلطات على نحو مختلف مع النازحين من حلب، وسهلت لهم الإقامة والحصول على المساعدات والدخول في سوق العمل".