كشفت أوساط قريبة من حزب الله لموقعنا، أن أجواء السلطات السورية وحلفائها تشير إلى توقع تطور كبير في مدينة حلب. وتضيف الأوساط نفسها أن صانعي القرارات العسكرية والسياسية بين دمشق وحزب الله لا يستبعدون أن يشرق صباح يوم وشيك جداً، على خبر مفاجئ من نوع سيطرة الجيش السوري وحلفائه على ثاني كبرى المدن السورية، ودخوله إلى كامل أحياء المدينة من دون معارك كبيرة تذكر.
وتشرح هذه الأوساط أن هذا التوقع ليس مجرد تخمين نظري أو قراءة فلكية. بل يستند إلى سلسلة طويلة من التطورات الميدانية العسكرية، كما إلى سلسلة مقابلة من المفاوضات الدبلوماسية والمباحثات الدولية عبر قنوات خلفية سرية. وتقول أن المسألة بدأت فعلياً قبل أسابيع عدة. ففي منتصف أيار الماضي أعلن فجأة عن نجاح وساطات متعددة لإنهاء القتال في مدينة حمص السورية. وظهر لاحقاً أن تفاوضاً سرياً كان جارياً بين معسكر السلطات السورية ومعسكر خصومه، من أجل إجراء صفقة تقضي بخروج نحو 1600 مسلح معارض من آخر أحياء حمص القديمة التي كانت لا تزال تقاتل الجيش السوري. علماً، تتابع الأوساط نفسها، أن اتفاق حمص المذكور لم يكن ليبرم لولا هذا التزاوج في وسائل التفاوض، بين تقدم قوات النظام ببطء وفاعلية صوب تلك الأحياء المتمردة، وبين قناة اتصال دبلوماسية سرية، وجدت موجتها الأساسية على خط طهران أنقرة، وأدت بالتكامل مع الضغط العسكري إلى إنجاز الاتفاق وإقناع المقاتلين بالخروج. بمعنى، أن إيران تولت يومها إقناع دمشق فيما تولت تركيا إلزام المجموعات المسلحة بقبول العرض المتاح والمقدم لهم عبرها.