سوريا, حلب — لعل سياسة "الحصار" التي اتبعها النظام السوري ضد المناطق والمدن الثائرة عليه، كانت من أنجع الوسائل لتركيع أهالي تلك المدن، وثنيها عن المطالبة برحيله. سياسة اتبعها النظام مع العديد من المدن السورية، في حمص ودمشق وغوطتيها، حيث أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في استخدام "التجويع" كسلاح لإجبار الثائرين للرجوع عن مطالبهم.
باتت الأنظار تتجه إلى حلب، أكبر معاقل المعارضة في سوريا، بعد قبول ثوار حمص اتفاقاً مع النظام يقتضي بخروجهم من مدينتهم القديمة في السابع من أيار بعد ما يقارب السنتين من الحصار. وتشير المعطيات على الأرض أن قوات النظام تسعى لإتباع نفس سياسية حمص في حلب، من خلال فصل الجزء "المحرر" من المدينة عن الريف، وإطباق الحصار عليها شيئاً فشيئاً.