أصدر السيّد كاظم الحائري وهو أحد رجال الدين المقرّبين من حزب الدعوة والنظام الإيراني، فتوى تحرّم انتخاب العلمانيّين في الانتخابات العراقيّة المقرّر إجراؤها في 30آذار/مارس المنصرم. وانتشرت لافتات ضخمة بأعداد كبيرة في بعض مناطق بغداد، تحمل صور المرجع مع توقيع مكتبه وقد كتب عليها بخط غليظ: "يحرّم انتخاب العلماني...". وكانت هذه اللافتات قد ظهرت في الأيام الأخيرة من شهر آذار/مارس المنصرم، وهي ما زالت مرفوعة في بعض مناطق بغداد.
ويتزامن ذلك مع هجوم إعلامي على التيار العلماني من قبل بعض الأحزاب الإسلاميّة في السلطة، إذ يعمد الإعلام الرسمي لتلك الأحزاب إلى تخويف الشارع بشكل مستمر قائلاً إن العلمانيّين لديهم أجندات خطرة وهم مرتبطون بأطراف أجنبيّة أو كانوا على ارتباط بالنظام السابق. والمثال الأبرز على ذلك، هو ما حدث مؤخراً للناشطة المدنيّة الشهيرة هناء إدوارد المعروفة بـ"تيريزا العراق " بسبب خدماتها الإنسانيّة الكبيرة في العراق. فقد اتهمها موقع "المسلة" المقرّب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنها ترفع العلم العراقي القديم الذي كان يُعتمد في عهد الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين، وزعم أنها متورّطة بملفات فساد من دون تقديم أي وثائق أو مستندات تثبت ذلك. كذلك وصف موقفها الذي انتقدت فيه المالكي على خلفيّة انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها الحكومة العراقيّة في مؤتمر حضره رئيس الوزراء العراقي في العام 2012، بـ"الاستعراضي والمسرحي" لما فيه من "مبالغة في السلوك وتضخيم للذات".