دخلت التيارات العلمانيّة والإسلاميّة المعترك السياسي في العراق بعد العام 2003 بطروحات مختلفة تماماً للبلد الذي دمّرته عقود طويلة من الحروب والحصار والاستبداد. وسرعان ما شعر العلمانيّون بأنهم لا يملكون فرصاً جادة للتنافس مع الإسلاميّين المدعومين من دول الجوار من جهة والحاصلين على قواعد اجتماعيّة واسعة من جهة أخرى.
وقد آل الأمر إلى استيلاء الأحزاب الدينيّة من الطرفَين الشيعي والسنّي على حدّ سواء على الساحة السياسيّة العراقيّة. وهو ما أدى بالعلمانيّين إلى اتخاذ نقاباً إسلامياً لهم، للحصول على قطعة من الكعكة الانتخابيّة أو الانعزال بعيداً عن العمل السياسي بشكل كامل مثل ما حدث للسياسي المخضرم عدنان الباجه جي أو بشكل مؤقّت مثل ما حدث للبرلماني الآلوسي بعد مقتل أولاده وطرده من مجلس النواب.