الأسبوع الماضي وفي غضون 24 ساعة تقريباً، دعم المسؤولون الروس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139 حول المساعدات الإنسانية في سوريا، ورفضوا توقيع اتفاق سياسي بين الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش وثلاثة من خصومه السياسيين (كان يُفترَض بالمندوب الروسي فلاديمير لوكين توقيع الاتفاق بصفة شاهد، إلى جانب ثلاثة وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي، وليس بصفته طرفاً في الاتفاق). إذا أخذنا في الاعتبار الموقف الذي تتمسّك به موسكو منذ وقت طويل في ملف الحرب الأهلية السورية - حيث تدعم تسوية سياسية يقودها السوريون - قد يبدو الرفض الروسي لتوقيع الاتفاق الأوكراني محيّراً في الظاهر، لا سيما وأن الأوكرانيين توصّلوا على ما يبدو إلى التسوية من تلقاء أنفسهم.
إلا أن هذه الخطوة تعكس اختلافات أساسية في تقويم موسكو للأزمتَين، مع ما يترتّب عن ذلك من تداعيات مهمة. وقد تكون هناك أيضاً روابط عملية بين هذين الحدثَين اللذين لم يكن هناك ما يجمعهما لولا ذلك.