رفح، جنوب قطاع غزّة- ليس بعيداً عن بوابة معبر رفح البري التي يقف أمامها آلاف المسافرين نتيجة إغلاقه من قبل السلطات المصريّة، يمتدّ مطار غزّة الدولي على مساحة تبلغ 2.35 كيلومتراً مربعاً. هناك، تقوم ثلاثة مباني ضخمة مزيّنة بالفسيفساء المغربيّة. واحد لكبار الزوار تعلوه قبّة ذهبيّة، والثاني صالة للمسافرين المغادرين والقادمين، والأخير مبنى إداري للخطوط الجويّة الفلسطينيّة. وخلف هذه المباني، يقع مدرج طويل لهبوط الطائرات وإقلاعها، ناهيك ببوابة كبيرة رئيسيّة وأخرى فرعيّة.
من بعيد، يُخيّل إليك أن العمل جار في تلك المباني. لكنك كلما اقتربت أكثر، تأكدت من الخراب. فلا مسافرين ولا طائرات، أما المباني فتظهر عليها آثار القصف واضحة وهي فارغة من كل شيء ما عدا هيكلها الخارجي. حتى المهبط سُرقت حجارته وأصبح مرتعاً تغطيه حشائش الشتاء الخضراء التي ترعاها أغنام البدو الذين يسكنون بالقرب من المطار.