تمثل مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني نقطة الصدام التي تظهر بجلاء نوعيّة انعكاسات الأزمة السوريّة على لبنان. فمنذ اندلاع الأحداث في سوريا، تفاقم الوضع الأمني في طرابلس التي يقدّمها الواقع الديموغرافي اللبناني على أنها عاصمة الطائفة الإسلاميّة السنيّة اللبنانيّة.
وتحاكي ديموغرافيا طرابلس إلى حدّ بعيد وإن على نحو مصغّر، طبيعة الديموغرافيا السوريّة. فبينما يقطن طرابلس المدينة نحو أربعمائة ألف لبناني سنيّ، فإن أحد أحيائها الواقع على تلّ قليل الارتفاع يسمّى "جبل محسن" يقطنه بضع آلاف من المواطنين اللبنانيّين العلويّين. وهؤلاء يطلق عليهم اسم الطائفة 18 في لبنان، وهم بحقّ أقليّة في طرابلس السنيّة تماماً كما أن العلويّين السوريّين هم أقليّة في سوريا ذات الكثافة السكانيّة السنيّة الكبيرة.