تتفرّد اليمن بتقاليد عريقة وعنيفة في الوقت نفسه تضفي طابعاً خاصاً على حفلات الأعراس المكلفة والباذخة مقارنة بمستوى دخل الفرد المتدنّي. وترتبط طقوس الأعراس بالزيّ التقليدي وبالسلاح الأبيض وكذلك الناري الذي قد يسقِط قتلى من بين المحتفلين، كما حدث في محافظة إب وسط البلاد حين قتل شيخ قبيلة برصاص محتفلين. وقد نتج عن الحادثة توقيع وثيقة شعبيّة تجرّم إطلاق النار في الأعراس، مع الإشارة إلى أن القوانين اليمنيّة تحظّر ذلك إلا أنها لا تطبّق عملياً. وقبل عام فقط، أصيبت طائرة مدنيّة تابعة للخطوط الجويّة اليمنيّة برصاصة طائشة أطلقها محتفلون بعرس أحد سكان المنطقة المحيطة بمطار صنعاء الدولي، فيما كانت تستعدّ للهبوط وعلى متنها 150 راكباً.
في الإطار نفسه، يتزايد انتشار ظاهرة الأعراس الجماعيّة. ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي شهدت مدينة صنعاء عرساً جماعياً لنحو أربعة آلاف عريس وعروس. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ما من اختلاط في تلك الحفلات. فالعرسان يحتفلون في قاعات خاصة بهم، بينما العرائس يحتفلن في أخرى خاصة بالإناث يُمنع إدخال إليها الهواتف المزوّدة بكاميرات للتصوير.