تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أزمة الأحزاب الدينيّة مع الديمقراطيّة

تواجه الأحزاب الدينيّة أزمة معرفيّة في تعاملها مع الديمقراطيّة، إذ تستند إلى مبدأ حكم الله والشعب في آن واحد. لذلك فإنها تلتزم فقط بالجانب الأداتي للديمقراطيّة وتغضّ النظر عن القيم والعناصر الرئيسيّة الأخرى لهذا النظام السياسي.
Islamists, members of the brotherhood, and supporters of Egyptian President Mohamed Mursi shout slogans during a protest around the Raba El-Adwyia mosque square in the suburb of Nasr City, Cairo, June 28, 2013. Egypt's leading religious authority warned of "civil war" on Friday and called for calm after a member of the ruling Muslim Brotherhood was killed ahead of mass rallies aimed at forcing the president to quit. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST) - RTX114YI
اقرأ في 

شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة نماذج متعدّدة من حكم الأحزاب الدينيّة التي تواجه عادة أزمات في تعاملها مع النموذج الديمقراطي للحكم، ما جعل بعضها يسقط كالنموذج المصري أو يواجه تحديات كبيرة في ملفات مهمّة متعلقة بالقيم الديمقراطيّة مثل حقوق الإنسان والحريات العامة. لماذا الأحزاب الدينيّة عاجزة عن التعامل مع الديمقراطيّة؟ وهل أسباب هذه المشكلة ترجع لمجرّد عدم توفّر الخبرة الكافية في الحكم أو إلى وجود أمور جوهريّة أخرى ترتبط بالبنى الفكريّة والأيديولوجيّة للأحزاب الدينيّة؟

تاريخياً، واجهت المجتمعات الشرق ‌أوسطيّة النموذج الديمقراطي للحكم بشكل مفاجأ، ما أدّى إلى حدوث صدمة كبيرة لديها بخاصة لدى مفكّريها. أما الديمقراطيّة في الغرب فأتت بشكل تدريجي وعلى مدى قرون متتالية من التنظير المعرفي من قبل مفكّري عصر التنوير وما بعد ذلك، والذي رافقه تراكم كبير للتجارب البشريّة.  إلى ذلك، فقد توفّر بعض من الديمقراطيّة منذ العصور الوسطى في المجتمعات الأوروبيّة، منها لا بل أهمّها (مقارنة بالشرق الأوسط) الفصل النسبي للسلطة السياسيّة عن السلطة الدينيّة في نماذج مختلفة من أنظمة الحكم في أوروبا.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.