بغصّة يصف الجدّ حال حفيده الراقد في المستشفى بعدما فقد كلّ أفراد أسرته ما عدا أخته الصغيرة، في أحد الانفجارات التي وقعت الشهر الماضي في بغداد. فيقول "يسأل عن أمه تارة وعن أبيه طوراً ويطلب الذهاب إلى المدرسة.. وهو لم يعرف بعد أنه فقد والديه وأنه في كلّ ناحية من نواحي وجوده سيحتفظ بجرح لن يندمل".
وقد أصبح عدد هؤلاء الأطفال غير قابل للإحصاء بعد أكثر من عشر سنوات من الإرهاب المستمرّ في العراق. ويكفي للمتابع أن يقوم ببحث على موقع "يوتيوب"، ليحصل على مئات تسجيلات الفيديو التي تصوّر أطفالاً فقدوا أحبّتهم وهم يصرخون من شدّة الألم ويبكون بؤس حياتهم المريرة، في بلد أصبحت الطفولة فيه مستباحة. ولم تستثن الجماعات الإرهابيّة في العراق في استهدافاتها الأماكنَ المخصّصة للأطفال، فثمّة العديد من الحالات في هذا الإطار ومنها تفجير مدرسة ابتدائيّة في إحدى قرى شمال غرب العراق في السادس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، راح ضحيّته أكثر من عشرة أطفال. إلى ذلك أصيب 44 آخرون في تفجيرَين انتحاريَّين بسيارتَين مفخّختَين.