تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الدولة المدنيّة والفرصة المتاحة - 2

Al Ahli fans take part in a protest march in front of the general prosecutor's office in Cairo November 6, 2013. The protesters were calling for the release of their fellow fans, who were arrested earlier last month during clashes with security personnel as the club's handball team returned from Morocco after winning silver in the African Champions League handball tournament.  REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: SPORT HANDBALL CIVIL UNREST) - RTX152G1
اقرأ في 

إن الخطر الأوّل المحدق بالعالم العربي في أعقاب الثورات المتتالية ليس موجة الإسلام السياسي بقدر ما هو حال الفوضى العارمة، نتيجة تفكّك الأنظمة السابقة التي كانت تفرض الأمن من خلال القمع والعنف ونتيجة غياب منظومة حكم بديل يحفظ الأمن ويؤمّن المشاركة في آن. فما يشهده العالم العربي اليوم هو بروز حركات إسلاميّة كانت مقموعة وليس ثورة إسلاميّة عميقة على شاكلة الثورة الإيرانيّة، تستند إلى عقيدة واضحة المعالم كعقيدة ولاية الفقيه. فحركات الإسلام السياسي في مصر كما في تونس منقسمة في ما بينها، وقد تنافست على السلطة في إطار الانتخابات ولم تتوانَ عن عقد تحالفات مع قوى وحركات مدنيّة، ناهيك بأن تجربتها في الحكم ومثال مصر خير دليل على ذلك قد اتسمت بالفشل. لم يكن الأمر بالمفاجىء كون هذه الحركات لا تحمل أساساً مشروع حكم يستند إلى خيارات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة تم اختبارها على أرض الواقع. ومن المفارقة بمكان أن يكون الجيش أو بعض قياديّيه هو من أنقذها، من خلال تحويلها إلى ضحيّة.

باختصار، إن العالم العربي اليوم في أزمة مشروع بناء دولة. وهنا يكمن الخطر والفرصة المتاحة في آن. إنها فرصة للمسيحيّين وبقيّة المجموعات المعترضة على الأنظمة السابقة والمتوجّسة من وصول الإسلاميّين إلى الحكم كي يستعيدوا دوراً من خلال تقديم مشروع حكم يملأ الفراغ الحاصل بفعل سقوط الأنظمة السابقة وفشل تجربة الإخوان في مصر وتعثّرها في تونس.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.