تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإسلامّيون: همّنا مصر وهمومكم... لا تهمّنا!

arab christians.jpg
اقرأ في 

كان الإسلاميّون حاضرين بقوّة في مؤتمر "المسيحيّون في ظلّ الربيع العربي" الذي عقد في العاصمة الأردنيّة عمان في 27 و28 و29 أيلول/سبتمبر الماضي. كانوا هناك بكلّ أطيافهم ومن مختلف البلدان المشرقيّة، من مصر إلى سوريا مروراً بالأردن وفلسطين والعراق. وكان المشاركون يترقّبون لحظة الحوار الفعلي والنقاش الجدّي بين هؤلاء وبين مواطنيهم المسيحيّين. لبث الإسلاميّون في البداية صامتين، مستمعين ومراقبين. غير أن حساسيّة المسائل المطروحة لم تلبث أن دفعتهم للخروج عن صمتهم. في كلام قليل صدر عنهم، غالباً كجواب مختصر أو كردّ فعل، بدا الإسلاميّون في شكل عام أكثر تصلباً مما يُعرف عنهم وأكثر تمسّكاً بأفكارهم. لكن التفاعل بين الطرفين كان لافتاً وكان كافياً لفهم عوائق الحوار، بدليل هذه الأمثلة المعبّرة:

في إحدى جلسات حوار المؤتمر، صودف أن رئيسها المسؤول عن إدارتها هو نائب إسلامي من أحد بلدان المنطقة. فبادر على عادة الإسلاميّين إلى افتتاح الجلسة بعبارات "البسملة"، أي القول "باسم الله الرحمن الرحيم". ثم أضاف ملقياً التحيّة على الحضور "السلام على محمد وعلى آله وصحبه وعلى من والاه"... تحيّة سلام هي بالنسبة إلى الإسلاميّين شكليّة، من أدبيات لغتهم وفكرهم الديني. لكنها كانت فرصة لأحد المشاركين من العلمانيّين، لفتح الحوار معهم. إذ فاجأ العلماني رئيس الجلسة الإسلامي بالقول "يبدو أن موضوع مؤتمرنا وحوارنا برمته، قد اختصره رئيس الجلسة في عبارته الأولى". ووسط استغراب النائب الإسلامي، تابع المشارك العلماني "لقد استهلّ رئيس الجلسة بإلقاء ’السلام‘ على ’محمد وآله وصحبه ومن والاه‘. من ’والى محمد‘، أي من تبعه وخضع له. وبالتالي، فمن لم يوالِ محمد، ماذا يلقي عليه غير ’السلام‘؟؟ هل يلقي عليه الحرب؟". إشارة هنا إلى أن كلمة "سلام" في اللغة العربيّة تحمل المعنيين معاً. فهي تعني التحيّة لكنها تعني أيضاً نقيض الحرب...

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.