من الواضح جداً أن القوى السياسيّة العراقيّة لا تريد أو ربما ليس بمقدورها تقديم أي حلول توافقيّة للأزمات العراقيّة المتفاقمة قبل موعد الانتخابات البرلمانيّة العراقيّة المقرّر إجراؤها منتصف العام المقبل 2014. ولعلّ السبب الأساسي لهذه القناعة هو أن الأطراف المختلفة ما زالت تأمل أن تحلّ الانتخابات هذه الأزمات، ليس لقناعة راسخة بأن الانتخابات هي الطريقة الديموقراطيّة لتداول السلطة وإنما لرغبة بأن تسهم الانتخابات في تغيير الخريطة السياسيّة الحاليّة لصالح هذا الطرف أو ذاك حتى يتمكّن من فرض رؤيته للحلّ.
والانتخابات في حقيقتها مضمار مناسب لتنفيس الاحتقانات السياسيّة، لكنها لا تكفي لتكون المعيار النهائي في أزمة كالتي يمرّ بها بلد ما زال غير قادر على تجاوز المرحلة الانتقاليّة وما زال يشهد خلافات حول أسس العمليّة السياسيّة ناهيك عن الخلاف على أسلوب إدارة الدولة، وهو يشهد كذلك انهيارات أمنيّة كبيرة.