مع ازدياد أعداد القتلى في العراق في خلال الأشهر القليلة الماضية، راحت "ثلاجات الموتى" تستعيد الذاكرة من جديد، بعدما كانت قد انحسرت "موجات الجثث" بعض الشيء في السنتَين الماضيتَين من دون أن تغيب تماماً.
وللعراقيّين مع "مكان الموت البارد" هذا المشبع بخليط من رائحة الكافور والأجساد المتعفّنة، حكايات من الحزن ومواقف من الألم يروي بعض تفاصيلها حاتم حسن لـ"المونيتور" من المحموديّة (15 كيلومتراً جنوب بغداد). فهو راح يبحث عن جثّة شقيقه المفقود منذ شهرَين متنقلاً في ردهات المستشفيات ودوائر الطبّ العدلي، حتى وجدها محفوظة في ثلاجة للجثث في مستشفى النعمان في الأعظميّة في بغداد. كان شقيقه ملقى هناك بملابسه التي كان يرتديها قبل وفاته، ما جعل همّ حسن ينحسر قليلاً لينشغل بما هو أهمّ: من هي الجهة التي قتلت شقيقه الأكبر؟