ثمّة قناعة راسخة لدى حزب الله تقول بأنه مهما تغيّر اسم رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة في ايران، إلا أن ذلك من حيث المبدأ لن يغيّر من موقف طهران إزاء الحزب. ولدى الحزب تحليل معاكس لكلّ التوقعات التي ترى بأن مجيء رئيس لجمهوريّة إيران من التيار الإصلاحي سيؤدّي إلى تخفيف الدعم الإيراني له. من وجهة نظره، فإن القرار في طهران حول علاقتها بحزب الله ممسوك من قبل مؤسّستين ثابتتَين لا يتبدّل نفوذهما في داخل منظومة الحكم الإيراني، بغضّ النظر عن اسم الرجل الذي يصل إلى الرئاسة الأولى هناك: المؤسّسة الأولى هي المرشد الروحي للثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي ووراؤه الحرس الثوري الإيراني أما الثانية فهي بيئة آيات الله في قمّ الذين لهم سلطة فقهيّة ومعنويّة كبيرة في إيران .
في الأساس، حزب الله لا يتلقّى الدعم المالي من الدولة الإيرانيّة بل من أموال الخمس (بحسب الفقه الشيعي، يتوجّب على الأغنياء دفع نسبة الخمس من أموالهم لمراجعهم الدينيّة) التي تصل إلى قمّ والمرشد الخامنئي، من الشيعة حول العالم. وتقدّر محاصيل الخمس بمئات ملايين الدولارات في كل عام. وهذه أموال لا سلطة للدولة الإيرانيّة عليها، بل يعود القرار بكيفيّة توزيعها لآيات الله ولمرشد الثورة.