لو كان للآثار العتيقة في قطاع غزّة فماً ولساناً، لصرخت بأعلى صوتها طالبةً الإغاثة بسبب حجم الانتهاكات البشريّة التي تتعرّض إليها، من خلال التعدّي على حرمتها وهدمها وبناء المساكن الجديدة فوقها بالإضافة إلى سرقتها وطمسها وعدم منحها الاهتمام الكافي.
ويشير المؤرّخ الفلسطيني ناصر اليافاوي أن هذه الآثار الإسلاميّة والمسيحيّة في فلسطين التي مضى عليها مئات وربما آلاف السنين، تتعرّض للانتهاك بشكل مستمر. أما الأسباب فتختلف، منها البناء المعماري فوقها والإهمال الحكومي لها أو سرقتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو الاستيلاء عليها من قبل مجموعة من تجار وقراصنة الآثار في غزّة.
ويوضح اليافاوي في حديث إلى "المونيتور" أن معظم آثار غزّة تتمّ قرصنتها وهدمها أمام الناظرين، إما لأغراض إنشائيّة معماريّة أو لجهل التأثير الحضاري لهذه الآثار، لافتاً إلى أن العاملين لدى السلطات المحليّة في مجال حماية الآثار غير مؤهّلين للتعامل معها.
ومن أبرز هذه المواقع الأثريّة التي تتعرّض للانتهاك بشكل مستمرّ، قلعة برقوق في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة والتي تعدّ خامس أهمّ معلم إسلامي في فلسطين.