على الرغم من أن نشاطات تنظيم "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" (داعش) الشقّ الإقليمي لتنظيم "القاعدة" الدولي تمتدّ على اتساع الخريطة العراقيّة عبر عمليات تفجير تزداد ضراوة، إلا أن محافظة الأنبار (غرب بغداد) هي الصيد الأثمن للتنظيم لاعتبارات استراتيجيّة مختلفة. وتشير التوقّعات الأمنيّة العراقيّة إلى أن ساحة الأنبار ستكون مفتوحة في خلال الشهور المقبلة لحرب حقيقيّة.
في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حاول مسلحون انتحاريّون اقتحام المربّع الأمني الذي يضمّ مقرّ الشرطة وعدد من المؤسّسات الحكوميّة في الفلوجة. وعلى الرغم من أن المسلحين لم ينجحوا في تحقيق غاياتهم وتمّ قتلهم جميعاً بعد مواجهات عنيفة بحسب ما أفاد قائد شرطة الأنبار هادي رزيج كسار الذي أكّد مقتل ستّة مسلحين من بينهم انتحاريّون وتحرير رهائن من مديريّة الكهرباء التي دارت حولها المواجهات، إلا أن العمليّة حملت دلالات ورسائل عديدة أبرزها سعي تنظيم "القاعدة" إلى تحويل الأنبار إلى نقطة تحوّل في معركته الإقليميّة على جانبَي الحدود العراقيّة–السوريّة