تتجدّد بين فترة وأخرى في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين الواقع قرب مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان، عمليات تبادل لإطلاق النار ما بين حركة فتح ومجموعات أصولية تنتمي إلى تنظيم القاعدة،أبرزها مجموعة فتح الإسلام. ومساء يوم الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر الجاري وقع الاشتباك الأحدث من هذا القبيل. وفي وقائعه أن أحد أعضاء جند الشام حاول تحطيم كاميرا للمراقبة نصبتها حركة فتح، ما قاد عناصر من الأخيرة إلى إطلاق النار عليه. ثم تلا ذلك اشتباك بين التنظيمَين.
وقبل سنوات عدّة، كانت مجموعات جهاديّة أصوليّة إسلاميّة قد أقامت لها ما يشبه إمارة إسلاميّة غير معلنة في أحد الأحياء الملاصقة للمخيّم، "حي الطوارئ". وهذا الحيّ هو في الأساس خارج المنطقة العقاريّة لمخيّم عين الحلوة، ولكن مع الوقت أصبح بفعل تفاعلات أمنيّة وديموغرافيّة، جزءاً منه. وهو يتميّز بكونه حياً يقيم فيه لبنانيّون وفلسطينيّون، وتخضع السيادة الأمنيّة فيه إلى خمس مجموعات جهاديّة أصوليّة (يتراوح عدد كلّ مجموعة ما بين 30 و 35 عنصراً) ترتبط عقائدياً بتنظيم القاعدة، فيما بعض رموزها كماجد الماجد (من الجنسيّة السعوديّة) وهيثم الشعبي (من الجنسيّة الفلسطينيّة) هم على صلة تنظيميّة بالرجل الأقوى في التنظيم الشيخ أيمن الظواهري.