منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي، شعرت حركة "حماس" بأن زلزالاً مدوياً أصابها، سواء بسبب ارتباطها الأيديولوجي بجماعة الإخوان المسلمين أو التبعات السلبيّة المتوقّعة على غزّة حيث تسيطر. وهو ما تمّ بالفعل في ضوء الإجراءات المصريّة المتمثلة بإغلاق معبر رفح الحدودي وهدم 80% من الأنفاق التي تربط ما بين غزة وسيناء، إلى جانب الحملات الدعائيّة المسيئة إلى الفلسطينيّين في الإعلام المصري. أما آخر الإجراءات، فإقامة منطقة أمنيّة عازلة ما بين مصر وغزّة، الأمر الذي تناوله "المونيتور" في تحليل سابق.
وبعد مرور أكثر من شهرَين على هذه الأحداث، تشعر بعض أوساط "حماس" التي التقاها "المونيتور" في غزّة أن الأوضاع المصريّة في طريقها إلى الاستقرار، وإن كانت الأجواء متوتّرة أمنياً ومتراجعة اقتصادياً، وذلك في ضوء جملة عوامل أهمّها: حجم الضغط الأمني على الإخوان المسلمين في داخل مصر من جهة، وجملة القرارات الداخليّة التي أصدرتها السلطات المؤقّتة كتعيين لجنة الدستور وبدء الحديث عن مواعيد للانتخابات البرلمانيّة من جهة ثانية، وانشغال الدول العربيّة والمجتمع الدولي عن مصر بالملف السوري من جهة أخرى.